الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة ضدّ غينيا الاستوائية: عزيمة النسور ستبعث بحسابات "عصابة حياتو" الى القبور

نشر في  30 جانفي 2015  (12:17)

أنهى المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم الدور الأول من "كان" غينيا الاستوائية على أفضل شاكلة بتزعّمه للمجموعة الثانية عقب انتصار وتعادلين خوّلا له العبور كأول المجموعة..في انتظار مواجهة الحسم ضد البلد المنظم وهو غينيا الاستوائية.
المواجهة المرتقبة خلّفت قراءات وتعليقات بلا حدّ خصوصا أن هناك من جزم بدخول منتخبنا تحت طائلة الحسابات بحثا عن عدم العودة الى مدينة ايبيبيين التي عانى فيها الويلات خلال الأسبوع الأول، ولكن لا بد من الاقرار ايضا أن الاتحاد الافريقي لكرة القدم برئاسة "الشيخ" عيسى حياتو لم يدخر جهدا -كعهدنا به- لتعكير مزاج منتخبنا وخدمة البلد المنظم كاعتراف منه على قبوله تنظيم النهائيات في الدقيقة التسعين..ولعلّه من سوء حظ منتخبنا الوطني التونسي أنه اصطدم خلال الدور الثاني بالبلد المنظم..
في لعبة كرة القدم، وخصوصا عندما يتّصل الأمر بمسابقة في ثنايا القارة السمراء فانه لا بد من طرح جميع حسابات التشكّي من ظروف الاقامة والتحكيم والشعوذة والاستفزاز والى ما غير ذلك جانبا، وهذا ما لم نسمعه لدى أي منتخب في النسخة الثلاثون من "الكان"، عدا جورج ليكنز الذي بالغ في اتيان النشاز وتذمّر صباحا ومساء من عدم قدرته على الاستحمام ..والى ما غير ذلك من التعلات الواهية التي أتحفنا به لتبرير تواضع مردود تشكيلته والانكماش الكبير الذي لاحت عليه.
الأن طويت صفحة الدور الأول بسلبياتها وايجابياتها، وطبعا حتى احتضان جورج ليكنز لمدرب الكونغو الديمقراطية وانتشائهما فرحا عقب نهاية مواجهة مساء الاثنين بمرور المنتخبين سويّا الى دور الثمانية...وهذه سابقة تغافل مكتبنا الجامعي الموقّر عن الخوض في تفاصيلها خصوصا أن تبرير ليكنز القائل انه عمل الى جانب مدرب الكونغو الديمقراطية سابقا في بلجيكيا ولذلك فرح لمرورهما المشترك، غير أن شهود عيان على الواقعة بملعب باتا أكدوا أن مدرب المنتخب المنافس أشار بيده مسبقا الى ليكنز ليعلمه بنهاية مواجهة زمبيا والرأس الأخضر على نتيجة التعادل...ولهذا فانه حريّ بمسؤولينا -ومن باب الحفاظ على شرفنا الكروي- مساءلة المدرب الوطني عما كان يخفيه وراء تلك السعادة الهستيرية التي لاح عليها احتفاء بصديقه مدرب الكونغو الديمقراطية.
فنيّا، وبقطع النظر عن كل طقوس "الارهاب الكروي" ومحاولات التأثير على منتخبنا بمحاولات قطع الكهرباء والماء ثم المساومة واشتراط خوض المواجهة في باتا حتى تحتشد المداج بجماهير المنتخب المحلي (وهذا ما تم اقراره فعلا)، رغم كل ذلك وحتى ان لم نوفّق سابقا في مواجهاتنا مع البلدان المنظمة، فان النسخة الحالية تبدو أفضل بكثير من منافس دفعته الظروف "قسرا" الى الدور ربع النهائي، وبامكان منتخبنا استغلال هذا الظرف التاريخي لبلوغ المربع الذهبي الذي احتجبنا عنه منذ احدى عشرة سنة بالتمام والكمال..
غينيا الاستوائية ليست اسما ذا بال في القارة السمراء، حتى وان كانت "عصابة" عيسى حياتو تسارع الزمن وتحارب لفرض هذا المنتخب في "آفيش" الدور الختامي كاكرامية على تلبية الطلب من قبل سلطات غينيا الاستوائية وتنظيم المسابقة عوضا عن المغرب المتمنّع..
سيكون سلاحنا "القليب" والرجولة والاندفاع والحماسة..طبعا مع "الأكسسوار" الأساسي للمنتخب التونسي وهو الحظ..وبقليل من الاستبسال وتخلي البلجيكي ليكنز عن فلسفته التي أربكت اللاعبين وحدّت من امكاناتهم، فانه سيكون متاحا لنسور قرطاج التحليق عاليا في سماء باتا أو ايبيبيين أو حيثما شاء حياتو ومن معه من الذين يريدون رسم خارطة كروية مشوّهة في "الماما أفريكا"...
منتخبنا تخلص من ضغط نفساني رهيب بتخطّيه لعقبة الدور الأول الذي اصطدم به خلال النسخة الفارطة بالأراضي الجنوب افريقية، ولذلك فاننا نعوّل كثيرا على تحرّر معنويات الشيخاوي والعكايشي والبلبولي ومعلول والخزري وبقيّة الكتيبة..حتى يتواصل الحلم ولا يقف عند حدود منتخب ناشىء وضعيف حتى وان نفخوا كثيرا في صورته لسبب له صلة بالحسابات التنظيمية والبروتوكولات الخفية وراء الستار..هذه فرصتكم للعودة الى الواجهة..لذلك نتمنى ألا يخذلنا النسور وأن يحقّقوا العبور لتنفجر كرنفالات الفرح لدى الجمهور.

طارق العصادي

البرنامج
السبت (الثامنة والنصف ليلا)
غينيا الاستوائية- تونس (تحكيم: الموريسي سيشورن)